مصرى فرعونى ملك الفراعنة
![مصرى فرعونى](https://2img.net/u/1816/18/34/52/avatars/1-68.jpg)
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : i-fr3on.yoo7.com
![طبقات المجتمع Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: طبقات المجتمع الأربعاء فبراير 29, 2012 12:38 pm | |
| طبقات المجتمع المصريون أما البقية الباقية من سكان مصر ، من غير المواطنين الرومان ، ومواطني المدن الإغريقية واليهود ، فهم الذين يطلق عليهم إجمالاً "المصريون" ، وتطلق هذه الصفة على سكان الريف ، سواء أكانوا ينحدرون من أصول مصرية أو إغريقية ، وهي فئة لم تشهد حياتها تغيرات تُذكر ، ومما هو جدير بالذكر أن الوضع المتميز الذي كان يتمتع به الإغريق والمقدونيون في عصر البطالمة لم يعد له وجود ، ونزلوا إلى مرتبة المصريين ، وأدى زوال التفرقة بين المصريين والإغريق إلى إنعدام الفجوة بينهم ، فشاع الزواج بين الطرفين ، وبشكل خاص في الريف ، وكان الأطفال الذين يولدون نتيجة لهذه الزيجات يحملون أسماء إغريقية أو مصرية ، ولكن الإدارة الرومانية كانت حريصة على بقاء الفوارق بين الفئات ، فوضعت قوانين لتنظيم العلاقة بين الطبقات ، وفرضت عقوبات صارمة على من يخالف تلك القوانين ، وهذه القوانين كانت جائرة جداً بالنسبة للمصريين . عندما أصدر الإمبراطور كراكالا قراره عام 212 م ، والذي قضى بمنح حقوق المواطنه الرومانية لكافة رعايا الإمبراطورية ، فيما عدا فئة واحدة أطلق عليها القرار فئة المستسلمين ، وهي فئة غير معروف من هم الذين عناهم القرار ، فعلى الرغم مما قد يبدو للعيان من أن هذا القرار قد ألغي الفوارق الأجتماعية ، فإنه بالنسبة للمصريين في المدن والقرى ، لم يكن يعني شيئاً جديداً ، فحصول المصريين على المواطنة الرومانية لم يؤد إلى إعفائهم من دفع ضريبة الرأس ، بل زادت عليهم الأعباء ، فقد تقرر أن يدفعوا ضريبة جديدة ، هي ضريبة الميراث التي كانت مقررة على المواطنين الرومان . الأغريق واليهود عندما دخل أوكتافيوس مصر ، كانت توجد ثلاث مدُن إغريقية في مصر ، وهي نقراطيس في الدلتا ، ثم مدينة الإسكندرية ، أما المدينة الثالثة فهي بطلمية ، التي تقع في صعيد مصر ، وفي عام 130 م أضاف الإمبراطور هادريان مدينة رابعة هي أنتينوبوليس ، التي أقامها في مصر الوسطى ، تكريماً لذكرى خليلة الذي غرق في هذه المنطقة خلال موافقته للإمبراطور ، وقد حصلت مدينة أنتينوبوليس على كافة الأمتيازات ، التي كانت تتمتع بها المدن الأخرى ، وحصول مواطنيها على أمتيازات أضافية ، أما الأسكندرية فقد بلغ عدد الرجال الأحرار فيها 300.000 نسمة ، وربما يصل إجمالي عدد سكانها إلى نصف مليون نسمة ، وعلى الرغم من وجود بعض الأختلافات في نظم المدن الأربع إلا أن نظمها كانت في الغالب متقاربة . وأهم تلك النظم التي تشابهت فيها هذه المدن ، هي تسجيل مواطنيها في قبائل وأحياء ، وهو النظام الذي كان متبعاً في المدن المستقلة في بلاد اليونان ، وكذلك وجود مؤسسة الجمنازيوم التي حرص عليها الإغريق بأعتبارها من رموز المدينة الإغربقية ، وكان مواطنو هذه المدن يقبلون على تولي وظيفة مدير معهد الجمنازيوم ، وهي وظيفة شرفية ، كان شاغلها مسئولاً عن إمداد المعهد بكافة أحتياجاته ، وقد أصبحت هذه الوظيفة فيما بعد إلزامية . يعد مجلس الشورى أيضاً من معالم المدينة الأغريقية ، وكان حرمان الإسكندرية من هذا المجلس من الأسباب التي جعلت السكندريين يكرهون الحكم الروماني ، أما مدينتا نقراطيس وبطلمية ، فقد تمتعتا بوجود مجلس للشورى فيهما ، وقد حصلت مدينة أنتينوبولس على مجلس الشورى منذ تأسيسها ، وحصلت الإسكندرية على حق التمتع بوجود مجلس الشورى ، في عهد سبتيموس سيفيروس ، الذي منح هذا الحق لكافة عواصم المديريات ، وقد أثار هذا الامر سخط السكندريين ، الذي ساءهم أن يروا مدينتهم العظيمة تتساوى مع سائر المدن الأخرى في مصر . ومن الناحية الأقتصادية ، تمتع مواطنو المدن الإغريقية ببعض الأمتيازات ، فقد كانوا يشاركون في النشاط الأقتصادي لمدينة الإسكندرية ، كما أعفوا من دفع ضريبة الرأس ، التي كانت تعد بالنسبة لسكان الولايات عبءاً تنوء به كواهلهم ، إضافة إلى كونها دليلاً على تدني المكانة الأجتماعية والسياسية ، وكان مواطنو المدن الإغريقية الأربع يتملكون أراض زراعية في أنجاء متفرقة من مصر ، وكانت بعض هذه الأراضي تقع على مسافات بعيدة من مدنهم ، كما تمتع هؤلاء المواطنون بحق الإعفاء من الخدمات الإلزامية أينما حلوا . وكان من حق مواطني المدن الإغريقية أن يخدموا في الفرق الرومانية ، وهذا يعني أنهم يصبحوا مواطنين رومان بمجرد تسجيلهم في هذه الفرق ، أما باقي السكان فكان من حقهم الخدمة في الفرق المساعدة فقط ، وهذا لا يعطيهم الحق في الحصول على المواطنة الرومانية ، إلا بعد الخدمة لمدة ربع قرن .
ومما هو جدير بالذكر أن حقوق المواطنة في المدن الإغريقية كانت تقتصر على فئة محدودة ، ولم يكن كل المقيمين في المدينة يتمتعون بحقوق المواطنة ، فقد كان يوجد الكثيرون الذين أجتذبتهم إلى هذه المدن الرغبة في أستثمار أموالهم . أما اليهود فإن أستقرارهم في مصر يرجع إلى عهود قديمة ، وكانت هناك جالية يهودية في جنوب مصر منذ القرنين الخامس والرابع ق.م ، وقد أنتشر اليهود في سائر أرجاء مصر ، وكان لهم دور ملموس في الحياة الأجتماعية والأقتصادية والثقافية في الأسكندرية ، كما شغل بعض اليهود مراكز إدارية مهمة في الأسكندرية ، مثل إسكندر لوسيماخوس شقيق الكاتب فيلون ، ووالد تيبريوس الإسكندر ، الذي أصبح والياً على مصر فيما بعد ، ويعد فيلون من العلامات الثقافية البارزة في الأسكندرية في القرن الأول ، وكان ضليعاً في الفلسفة اليونانية ، وكتب أبحاثه باللغة اليونانية ، وكان يحاول شرح الديانة اليهودية لغير اليهود . يذكر فيلون أن عدد اليهود في الأسكندرية يصل إلى المليون ، وهو رقم يدخل في إطار المبالغات الخطابية ، لأن إجمالي سكان المدينة لم يصل إلى نصف هذا العدد ، ولكن يبدو أن عدد اليهود في الأسكندرية تزايد ، فأصبحوا يشغلون أثنين أو أكثر من أحياء المدينة الخمسة ، بعد أن كانوا يسكنون حياً واحداً ، هو الحي الرابع الدلتا ، وكان اغسطس قد كافأ اليهود نظير الخدمات التي قدموها للرومان ، فأقر لهم الأمتيازات التي كانوا يتمتعون بها منذ عصر البطالمة ، والتي تشمل أحتفاظهم بمجلس للشيوخ ، في الوقت الذي حرم فيه السكندريين من أن يكون لهم مجلس للشورى ، لذلك تمادى اليهود وتصرفوا كما لو كانوا من مواطني الإسكندرية وأخذوا يقمحون أنفسهم في مؤسسات الإغريق مثل الجمنازيوم ، مما أستفز السكندريين ، وأدى إلى تفجير روح الكراهية لديهم تجاه اليهود . بعد الفتن المتوالية التي قام بها اليهود في القرن الأول والثاني ، فإنهم حرموا الكثير من أمتيازاتهم ، وقد ظل يهود مصر على ولائهم للرومان ، حتى بعد تدمير الرومان لهيكل أورشليم ، وعلى الرغم من ذلك فإن معبد اليهود الرئيسي في مصر ، وهو معبد ليونتوبوليس ، قد تعرض للنهب والتدمير ، وأمر فسباسيانوس بإغلاقه نهائياً ، فقد خشيت السلطات الرومانية من أن يتحول هذا المعبد إلى مركز لتجمع اليهود ، بدلاً من هيكل أورشليم ، وقد فرضت السلطات الرومانية على كل يهودي أن يدفع ضريبة سنوية ، يخصص دخلها للإنفاق على معبد جوبيتر كبير الهة الرومان ، وكان اليهود قد دمروا هذا المعبد في أورشليم خلال ثورتهم ، وقد أستمرت جباية هذه الضريبة ، حتى أنتهى الرومان من إعادة بناء معبد جوبيتر في أورشليم .
لم تنته متاعب الرومان مع اليهود بتدمير هيكل أورشليم ، فقد أقام اليهود في عام 115 م بثورة كبرى شملت أنحاء كثيرة من الولايات الشرقية ، وأستمرت حتى أعتلاء الإمبراطور هادريان للعرش في عام 117 م ، وظل الريف المصري يعاني من أثارها لفترة طويلة ، ولكن لأنكسرت شوكة اليهود بعد ذلك ، ولم يعودوا مصدر قلق في المنطقة . الرومان هم الذين كانوا يتمتعون بحقوق المواطنة الرومانية ، من المقيمين في نصر ، وكان هذا الوضع يكفل لهم التمتع بكافة الأمتيازات مثل الإعفاء من الضرائب والخدمات الإلزامية ، يأتي الوال الروماني على رأس هذه الفئة ، وكان يتم إرساله من روما لكي يحكم مصر بصفته ممثلاً للإمبراطور ، ويظل شاغلاً لمنصبه طالما إنة يتمتع برضا للإمبراطور ، وعادة ما يشغل منصبه لمدة تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام ، وفي أحيان نادرة لمدة أربعة أعوام أو خمسة ، وكان الوالي وكبار معاونية يتخذون من الإسكندرية مقراً لهم بأعتبارها عاصمة الولاية . وكان الوالي يغادر الإسكندرية مصطحباً بعض معاونيه ، ببقيام بجولات تفقدية في أنحاء البلاد ، فتارة يذهب إلى شرق الدلتا ، وتارة أخرى يتوجه إلى الصعيد ، وكانت تحوطهم هالة من الأجلال أينما حلوا ، بأعتبارهم رمزاً للسلطة العليا . أما الرمز الذي كان يتعامل معه السواد الأعظم من سكان مصر ، فهم رجال الحامية الرومانية في مصر ، فكان يوجد في مصر في عهد أغسطس ما يزيد على 22 ألفاً من الجنود ، ولكن هذا العدد أنخفض في عهد خليفته تيبريوس إلى حوالي 16 ألفاً ، ثم ما لبث بعد ذلك أن أنخفض في القرن الثاني إلى حوالي 11 ألفاً . وكانت هذه القوات من الفرق الرومانية ، التي كان أفرادها من المواطنين الرومان ، بالإضافة إلى الفرق المساعدة ، التي كان أفرادها من أهالي الولايات ، ويتولى قيادتها ضباط الرومان ، وكان من حق الجندي الذي يخدم في الفرق المساعدة ، أن يحصل على المواطنة الرومانية بعد 26 عاماً من الخدمة العسكرية ، وتجدر الملاحظة أن الخدمة العسكرية لم تكن أمراً ميسوراً أمام المصريين ، وفي أواخر القرن الثاني تم فتح باب التطوع في الجيش أمام الشباب من سكان عواصم المديريات ، والألتحاق بالفرق المساعدة ، وكان أفراد هذه الفئة في غالبيتهم من الأغريق الذين أستقروا في مصر منذ عصر البطالمة . وبالإضافة إلى الجنود كانت هناك قلة من أغنياء الرومان يأتون إلى مصر للأستماع بشتائها اللطيف ، والأستشفاء في جوها الطيب ، كما أتخذ بعض الرومان من مصر مستقراً لهم ، وكان غالبيتهم من قدامى المحاربين ، إلا أن بعضهم كانوا ينحدرون من عائلات سكندرية ، حصبت على المواطنة الرومانية ، وتجدر الأشارة إلى أنه في خلال القرن الأول كانت سياسة الأباطرة الرومان تقوم على السماح لرجال الولايات بالألتحاق بالخدمة العسكرية ، في الفرق التي ترابط في الولايات ، لذلك فإن الجنود القدامى الذين أستقروا في مصر كانوا من أصول أجنبية ، ونظراً لطول إقامتهم في مصر ، فقد أرتبطوا بها ، وأحسوا أنهار وطنهم . وعلى الرغم من إنه لم يكن مسموحاً للجنود بالزواج خلال الخدمة العسكرية ، لذلك فالجنود أقاموا علاقات مع نساء ، وأنجبوا منهن أبناء ، ولم يكن وضع هؤلاء الزوجات قانونياً ، طالما أن الزوج ما يزال ملتحقا ً بالخدمة العسكرية ، إلا أنه بعد تسريح الجندي كان يتم الأعتراف بتلك الزيجات ، وكان الجنود وزوجاتهم وأبناؤهم يحصلون على المواطنة الرومانية .
وعندما يتم تسريح الجندي من الخدمة العسكرية ، فإنه يكون وضع مالي طيب ، فقد كان يحصل على مكافأة مالية ، كما ان مدة الخدمة العسكرية التي كانت تقترب من ربع قرن ، كانت تفرض على الجندي إدخاراً إجبارياً من راتبه ، وكان بعض الجنود يستثمرون أموالهم في مشروعات ، تدر عليهم أرباحاً طيبة ، وكانت الأنشطة المالية لرجال الحامية تمتد إلى عدة مجالات ، مثل تجارة العبيد وغيرها من الأنشطة التجارية ، ولعل أهم الأنشطة المالية التي شارك فيها رجال الحامية ، هي إقراض الأهالي في مقابل الحصول على الربا . كنت الإدارة الرومانية تمنح الجندي المسرح الأوراق التي تدل على أدائه الخدمة العسكرية ، وبهذين السلاحين أي المال والمستندات كان الجندي المسرح يبدأ حياتة المدنية ، فيشتري العقارات ، وكان الجنود المسرحون يحرصون على الإقامة في القرى الكبيرة ، ففي قرية فيلادلفيا بمديرية أرسينوي على سبيل النثال ، كانوا يشكلون خمس عدد الملاك في القرية ، في أوائل القرن الثالث . ويبدو أن سكان القرى لم يكونوا يشعرون بالأرتياح لوجود هولاء الجنود السابقين بينهم ، ويرجع هذا الشعور إلى نفور الأهالي من الجنود ، وهو شعور ترسب في أعماق القرويين بسبب الأبتزاز الذي أعتاد أن يمارسه الجنود ضدهم ، كما أن الأمتيازات التي كانت تمنح للجنود المسرحين ، كانت تثير الحقد والأستياء لدى سكان القرى ، ومن ناحية أخرى ، فقد كان الجنود المسرحون يتعاملون مع الأغريق والمصريين بقدر كبير من الأستعلاء ويرجع السبب في هذا إلى رغبتهم في تعويض إحساسهم بالنقص ، لأنهم ينتمون إلى أصول متواضعة . | |
|