مصرى فرعونى ملك الفراعنة
![مصرى فرعونى](https://2img.net/u/1816/18/34/52/avatars/1-68.jpg)
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : i-fr3on.yoo7.com
![دار العلم Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: دار العلم الإثنين فبراير 27, 2012 8:42 pm | |
| دار العلم وتختلف المصادر القديمة فيما بينها على مؤسس مكتبة الإسكندرية ودار العلم فيها ، فمنها من يعتبر ذلك المؤسس بطلميوس الأول ومنها من يعتبره بطلميوس الثاني ، ويرجح أن يكون بطلميوس الأول هو الذي خطا حوالي عام 290 ق.م. الخطوة الأولى في سبيل إنشاء دار العلم والمكتبة . وقد أنشئت دار العلم على نمط مدارس أثينا الفلسفية ، وبخاصة أكاديمية أفلاطون وليكبوم أرسطو ، لكن معهد الإسكندرية فاق سائر معاهد العلم القديمة ، فعند الكلام عن الحركة الفكرية قديمًا ، لا يمكن أن يثير في الذهن ذكرى أي معهد آخر سواه . أن دار العلم كانت تؤلف جزءًا من الحي الملكي وتتألف من متنزه فسيح ومجموعة من المباني تضم قاعات للبحوث العلمية فضلاً عن قاعة عامة للأكل وأماكن لإقامة العلماء الذين كان يتألف منهم أعضاء الدار ، و الملوك كانوا يدفعون لهؤلاء العلماء مرتبات سخية ويوفرون لهم كل حاجاتهم المادية ويعفونهم من دفع الضرائب وأداء أي عمل يصرفهم عن بحوثهم ، و عميد دار العلم كان شخصية بارزة ، فالقرائن توحي بانه كان يشغل في الوقت نفسه منصب كاهن الإسكندر والبطالمة المؤلهين وهو الذي كان تؤرخ باسمه كافة الوثائق في طول البلاد وعرضها وكذلك منصب كبير حكام الإسكندرية . وإزاء سخاء البطالمة والمكانة السامية التي تمتعت بها دار العلم والنتائج الباهرة التي أحرزها رجالها ، لابد من أن يكون البطالمة قد وفروا كل الأسباب التي كانت تهيئ للعلماء القيام ببحوثهم ، فكان في متناول أيديهم محتويات المكتبة الكبرى ، وكانت أعظم المكتبات في العصور القديمة . ويبدو أنه خصصت في دار العلم لكل فرع من فروع العلم ـ الفلك والتشريح والطبيعة والميكانيكا ـ قاعة أو أكثر زودت بما يلزم من الأدوات والآلات والأجهزة . و علماء النبات والحيوان فكانت لديهم حدائق فسيحة تضم مختلف أنواع النبات والحيوان ، ولاسيما النادرة منها. وقد كانت دار العلم أساسًا معهدًا للبحث العلمي وليست مركزًا للتعليم ، فلم يكن العلماء والفقهاء والأدباء والفلاسفة الذين كان البطالمة يجرون عليهم الأرزاق مطالبين بإلقاء أية محاضرات ، ولم تنظم دار العلم أي نوع من الدراسات ، ولكن شهرة هؤلاء العلماء الأعلام كانت تسترعى انتباه الراغبين في العلم ، فيلتف حول كل منهم عدد من الراغبين في الاستزادة من علمه ، ويقوم الأساتذة بتعليم من يتوسعون فيهم الإفادة من علمهم . ولذلك فإن التعليم العالي الذي عرفته مصر وغيرها من دول العصر الهلينيسي كان بوجه عام ضربًا من التعليم الفردي ، أشبه ما يكون بالدروس الخصوصية التي يعطيها أستاذ لفئة قليلة مختارة من الطبلة ، ولم تكن هناك شهادات ولا امتحانات ولا مكافآت ، فقد كانت المكافأة الحقيقية هي الإحساس بإجادة العمل ، أما العقاب فكان الشعور بالتقصير في أداء عمل جدير بأن يؤدي على خير وجه ، فضلاً عن الطرد من هذه الجنة العلمية ، وكان يتسلم الطلاب شهادة أنهم درسوا على هذا إنذاك من أساتذة دار العلم في الإسكندرية .
كل فروع العلم كانت ممثلة في هذا المعهد الجليل الذي استمر يباشر خدمة العلم إلى عهد متأخر في العصر الروماني ، باستثناء الفترة القصيرة التي اضطهد فيها بطلميوس الثامن علماء الإسكندرية وفنانيها لأن الكثيرين منهم كانوا يعطفون على أخيه وأخته في أثناء النضال على العرش فأعتبرهم أعداءه وصب عليهم جام غضبه ، نتيجة لذلك تشرد في أنحاء العالم الإغريقي الكثيرون من علماء الإسكندرية وفنانيها فبعثوا نهضة علمية وفنية في كل الأماكن التي فروا إليها . ولا يمكن المبالغة في أثر معهد الإسكندرية في تقدم العلوم ، فإنه بفضل إنشائه وما تمتع به من سخاء البطالمة ورعايتهم المستنيرة أمكن تنظيم البحث العلمي الجماعي لأول مرة في التاريخ ، وتوفير مطلق الحرية للعلماء في متابعة بحوثهم دون أي توجيه سياسي أو ديني أو قومي ، ودون توخي أي هدف سوى البحث عن الحقيقة ، وفي كنف هذه الظروف انطلق العلماء في بحوثهم وأفادوا من كل ثمار البحوث السابقة سواء أكانت إغريقية أم مصرية أم بابلية ، فأحدثوا تهيئة علمية باهرة لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل . والمكتبة الكبرى كان لها نصيب كبير في هذه النهضة ، فمن المعلوم أن المكتبة جزء أساسي من كل معهد علمي ، ولا غنى عنها سواء للفلكي والطبيب أم للمؤرخ والأديب غير أنه على حين كانت دار العلم مركز البحوث العلمية ، كانت المكتبة الكبرى مركز الدراسات الإنسانية ، وقد حرصوا على أن يزودوها بأنفس المؤلفات وأن يسندوا الإشراف عليها إلى علماء مبرزين . | |
|