مصرى فرعونى ملك الفراعنة
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : i-fr3on.yoo7.com
| موضوع: الفلك الثلاثاء فبراير 28, 2012 1:51 pm | |
| الفلك أن علم الفلك يتصل بالهندسة اتصالاً وثيقًا ، ويدين إغريق العصر الهلينسي بشيء من الفضل غير قليل في هذا المضمار لعلماء بابل ، الذين جمعوا منذ عهد بعيد ملاحظات تجريبية عن الإجرام السماوية ، والخريطة الإغريقية للسماء ، بما فيها من الكواكب والإتباع ، ذلك يعني أن الفلك العلمي الذي استخدام الملاحظات المسجلة بدأ في بابل في العهد الفارسي الذي يؤرخ هناك بعام 523 ق.م. وقد كانت توجد في بابل ثلاث مدارس للفلك . وقد كانت الفكرة السائدة عن الكون بين الإغريق هي أن الشمس والقمر والكواكب تدور حول الأرض في أفلاك دائرية مركزها الأرض ، لكن هيراكليدس من هيراكليا بونتيكا كشف أن الأرض تدور حول محورها ، وأن عطارد والزهرة يدوران حول الشمس . ثم خطا علم الفلك بعد ذلك خطوات واسعة على يدي أرستارخوس من ساموس الذي كان يعيش حوالي عام 310 ق.م. وكان يلقب بالرياضي ، للتفرقة بينه وبين الكثيرين ممن يحملون الاسم نفسه ، وقد كتب مثل أستاذه استراتون عن الرؤية والضوء الألوان ، لكن شهرته قد ذاعت بوصفه عالمًا رياضيًا وفلكيًا ، ووضع عدة كتب كان أشهرها عن حجم وأبعاد الشمس والقمر . وقد اقتفى أثر هيراكليدس في القول بأن الأرض تدول حول محورها ، لكنه ذهب إلى مدى أبعد منه بقوله أن الأرض أيضاً كالكواكب تدور حول الشمس . وقد كشف أريستارخوس بعد ذلك بأبحاثه الهندسية أقصى وأدنى المقاييس لقطر القمر ، فمثلاً توصل إلى أن المسافة بين الشمس والأرض تعادل ما بين ثماني عشرة وعشرين مرة المسافة بين القمر والأرض ، وهي نتيجة تفضل كثيراً ما توصل إليه يودوكسوس وفيدياس ، اللذين جعلا على التوالي المسافة الأولى تسعة أمثال وأثنى عشرًا مثلاً المسافة الثانية . وقد توصل أريستارخوس أيضًا إلى أن الشمس أكبر من الأرض نحو 300 مرة ، وإلى أن القوس الذي يحدده قطر الشمس بالنسبة لعين الراصد هو عبارة عن 720/1 جزءًا من الدائرة الكاملة أي نصف درجة ، أي أن زاوية الرؤية لقطر الشمس تساوي نصف درجة . ويأتي بعد ذلك من علماء الفلك في الإسكندرية كونون من ساموس ، الذي أطلق على مجموعة من النجوم اسم "جدائل شعر برينيكي" تخليدًا لذكرى جدائل شعر زوجة بطلميوس الثالث التي وعدت هذه الملكة أن تضحي بها إذا ما عاد زوجها سالمًا من فتوحاته في الشرق ، وفعلاً عندما عاد بطلميوس الثالث جزت الملكة جدائل شعرها وقدمتها قربانًا في معبد أرسينوي أفروديني ، لكنها اختفت من المعبد فأذاع كونون في الناس أن الجدائل ارتفعت إلى السماء وتكونت منها مجموعة نجوم في المثلث الذي يتكون من الأسد والعذراء والدب الأكبر .
ويبدو أن كونون توفي قبل أن يضع أرخميدس كتابه "عن الحلزونات" لأنه عندما أرسل هذا الكتاب إلى دورسيثيوس تلميذ كونون ، قال أنه قد مضت عدة سنين منذ وفاة كونون الذي اعتاد أرخميدس أن يطلعه إلى ما وصل إليه من الكشوف قبل نشرها ، إذا ان أرخميدس يجل كونون باعتباره عالمًا رياضيًا ويقدر صداقته . ويقال أن كونون وضع سبعة كتب عن علم الفلك أهداها جميعًا لبطلميوس الثالث ، وأنه وضع كذلك قائمة بكل ما حدث في مصر من حالات كسوف الشمس ، وقد حاول كونون أن يبرهن في الرياضة بعض نظريات عن عدد النقط التي يمكن أن يلتقى فيها قطاع مخروطي مع آخر . أما أعظم علماء الفلك في الإسكندرية وفي العالم القديم قاطبة فقد كان يعيش في القرن الثاني قبل الميلاد ويدعى هيبارخوس من نيقيا ، ومع أنه رفض فكرة أريستارخوس القائلة بأن الأرض والكواكب تدور حول الشمس ، لأن الظواهر المرئية لا تؤيد ذلك وعاد إلى الفكرة القديمة المناهضة لذلك ، إلا أنه أدى خدمات جليلة لعلم الفلك بفضل استخدام حساب المثلثات لأول مرة استخدامًا منظمًا دقيقًا . وقد كانت أعظم كشوفه تحديد الاعتدالين الربيعي والخريفي ، وفي كتاب له "عن طول العام" قارن ملاحظات أريستارخوس في عام 281/280 بملاحظاته في عام 136/135 عن الانقلاب الصيفي ، ووجد بعد مضي 145 عام أن الانقلاب الصيفي قد حدث نصف يوم وليلة قبل موعده على أساس أن العام 4/1 265 يوم ، ومن ثم استخلص أن العام في المناطق الحارة ينقص عن هذا القدر بفترة قدرها 200/1 من النهار والليل . وقدر هيبارخوس طول الشهر القمري في المتوسط بفترة من الزمن طولها 29 يومًا و12 ساعة و44 دقيقة و2/1 2 ثانية ، وهو تقدير مدهش لأنه لا يقل إلا بثانية واحدة عن التقدير المقبول اليوم . ويقال أنه أدخل تحسينًا على تقدير أريستارخوس لحجم وأبعاد الشمس والقمر ، وقد وضع فهرسًا بالنجوم الثابتة أثبت فيها 850 نجم أو ما يزيد على ذلك ، وفرق بين مقدار لمعانها وأوضح مواقعها ، وأنشأ كرة بين عليها مواقع النجوم كما حددها ، وأدخل تحسينات كبيرة على آلات الملاحظة . وأخيرًا وضع كتابًا عن الجغرافيا كان أساسه نقد جغرافيا أراتوسثينس ونادى فيه بضرورة تطبيق الفلك على الجغرافيا . ولم يصل من مؤلفات هذا العالم سوى كتاب واحد كان تعليقًا على كتابين وضعهما يودوكسوس وأراتوس ، وعُرفت أبحاث هذا العالم في كتب المتأخرين ، مثل بطلميوس وغيره من هؤلاء المؤلفين . وليس أدل على ما تدين به المدنية إلى هيبارخوس من أن كشوفه بقيت مقبولة ويستفيد منها العلماء .
وعندما كشف نجما جديدًا ظهر لأول مرة في عهده ، أخذ يفكر إذا كانت هذه الظاهرة لا يمكن أن تتكرر في أي وقت آخر ، وهل النجوم التي تعتبر ثابتة لا تتحرك إطلاقًا ، ولعله قد قصد بفهرس النجوم الذي وضعه أن يترك للمستقبل تراثًا يساعده على أن يقدر إذا كانت ثمة نجوم تختفي ونجوم جديدة غيرها تظهر ، وإذا كانت مواضع النجوم تتغير بالنسبة لبعضها بعضًا أو لا . | |
|