مصرى فرعونى ملك الفراعنة
![مصرى فرعونى](https://2img.net/u/1816/18/34/52/avatars/1-68.jpg)
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : i-fr3on.yoo7.com
![الطب Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: الطب السبت فبراير 25, 2012 2:36 pm | |
| الطب أعتقد قدماء المصريين أن معظم الأمراض أو على الأقل التي تنشأ عن حادث ظاهر ، من عمل قوى معادية ، خصم ذكر أو أنثى ، أو روح أو شخص ميت . فكان لابد من أستخدام السحر في علاجها ، ويوكل ذلك إلى الساحر ، وكان الأمر كذلك في حالة لدغة العقرب أو الثعبان ، وهي كثيرة الحدوث في مصر ويبدو أنه لم يستعمل في علاجها أي ترياق خاص ، ولو أنه خُصصت لها تعاويذ لا تُحصى مكتوبة على ورق البردي ، وتعاويذ سحرية أخرى . رغم أن الساحر كان يقوم بدوره في القرى والريف ، بطرد الأرواح الشريرة من أجسام المرضى بعد أن تستولى عليها ، فيوجد عدد كبير من الوثائق يبرهن على وجود نوع من الطب أقل بدائية من تلك الطريقة ، وفضلاً عن السحرة ، كثيراً ما تذكر النصوص الأطباء وأطباء العيون وأطباء الأسنان وغيرهم من الأخصائيين ، ومن بينهم الأطباء البيطريون ، وتم العثور على عدد ضخم من المقالات الطبية مكتوبة على أوراق البردي ، ومذكرات كتبها قدامى الأطباء ، وتصف ما يُعمل في حالات خاصة ، وتتضمن (الطب العام ، وطب أمراض النساء ، وجراحة العظام ، وطب العيون) ، وتتضمن هذه المقالات في بعض الأحيان نبذة قصيرة في التشريح ، وفي علم وظائف الأعضاء . هكذا رسالة القلب الغريبة المكتوبة في "بردية إبرس" ، "بداية أسرار الطب معرفة حركات القلب ، ومعرفة القلب ، به أوعية تذهب إلى كل عضو ، فأينما يضع الطبيب إصبعه ، سواء أكان على الرأس ، أو على القذال ، أو على اليدين ، أو على القلب نفسه ، أو الذراعين ، أو الساقين ، أو اي موضع أخر ، فإنه يحس بشئ من القلب ، إذ تذهب أوعية من ذلك العضو إلى كل جزء من أجزاء الجسم ، وهذا هو السبب في أنه يتكلم في أوعية كل عضو" . قد يطرأ على البال أن ممارسة التحنيط أضطرت المصريين القدماء إلى الإلمام بتشريح الجسم ، غير أن ما يثير الدهشة هو أن الأمر ليس على هذا النحو ، وتتضمن مقالاتهم كثيراً من التعاريف الخيالية . فمثلاً لم يعرفوا شيئاً عن وجود الكليتين ، وجعلوا القلب ملتقى عدد من الأوعية التي تحمل كل سوائل الجسم ، من الدم إلى الدموع والبول والمنى . أما الوصفات الطبية والأمراض التي أستُعملت لها فعددها كبير جداً ، ورغم صعوبة التعرف عليها ، وترجمة الكلمات التي تصف الأمراض والمواد المذكورة في دستورهم الأقرباذيني "الفارماكوبيا" ، لكن يمكن ترجمة الجزء الأكبر من وصفاتهم تلك ، ويُلاحظ أحياناً نجاح العقاقير الموصوفة .
كتب عدد كبير من الوصفات الطبية لعلاج أمراض الجهاز التنفسي ، مثل (النزلة الشعبية وألتهاب الحنجرة والسعال الناتج عنها) ، ولو أن التفاصيل الداخلية لهذه الأمراض لم تكن في كثير من الأحوال مفهومة لقدامى الأطباء هؤلاء ، فقد كان بوسعهم على الأقل أن يتعرفوا على الأعراض الظاهرية ، ويصفوا عقاقير لم يُتفق عليها عموماً ، فوصفوا عسل النحل والقشدة واللبن لألتهاب الحلق ، والأستنشاق للحالات الأكثر خطورة . وأحياناٍ كانوا يوصون بغذاء أكثر دسماً للأمراض الرئوية ، كما خصصوا فقرات طويلة في كتبهم للأضطرابات الهضمية والمعدية ، وأنتفاخ البطن ، والسرطان ، وحالات النزف ، والأمساك ، والديدان . وعرفوا كيف يستخدموا اللبوس والضمادات العشبية والحقنة الشرجية ، وأستعملوا زيت الخروع لعلاج الأمعاء ، وأستعملوا بعض العقاقير الأخرى للمجاري البولية وهي ذات أهمية ، إذ تدل على أن قدماء المصريين أصيبوا بالبلهارسيا ، التي لا تزال من الأمراض المنتشرة في مصر ، وقد ألموا تمام الألمام بأوجاع الرأس ، من الصداع النصفي الذي عرفوه بدقة بالغة ، إلى أمراض الأسنان وأصابات العيون ، وتشير النصوص إلى علاج الأسنان . يتبين من المومياوات أن قدماء المصريين كانوا على علم بحشو الأسنان بخليط معدني ، كما أستعملوا الذهب في تثبيت الأسنان غير الثابتة ، وكانوا في بعض الأحيان يثقبون عظام الفك لتصفية الخراريج ، وكذلك عالجوا أمراض اللثة (الخراريج والألتهابات) . وقد أبدوا عناية كبيرة في علاج العيون من الغبار ونقص الوسائل الصحية ، وتوجد عدة وصفات لعلاج العيون والجفون ، وهي خاصة بالرمد الحبيبي وظلام عدسة العين (الكاتاراكتا) ، وما يسمى بالعشى (عدم الرؤية ليلاً) أستعملوا له عقاراً من كبد الحيوان ، ويبدو أنه كان علاجاً ناجحاً ، إذ تستعمل خلاصة الكبد اليوم لعلاج هذا المرض . على الرغم من الطرق التي أستعملها أطباؤهم كانت أحياناً سطحية ، وأن دستورهم الأقرباذيني كان يبدو غريباً (سمي بالطب البرازي ، إذ أستعمل قدماء المصريين كثيراً براز البجع وأفراس النهر وغيرها) ، فإن ملاحظتهم لأعراض الأمراض كانت دقيقة والعلاجات التي أستعملوها ناجحة . وقام المصريون بأعمال في مجال علمي أخر هو جراحة العظام ، وتتناول الرسالة المحفوظة في "بردية إدوين سميث" أمثلة لتلك الجراحات ، مثل رضوض فقرات الظهر ، وأنخلاع الفك وبعض الكسور في عظام الترقوة والعضد والضلوع والأنف والجمجمة ، وطرق فحص 48 حالة فحصاً منظماً تبعاً للقواعد الأتية : • العنوان : تعليمات خاصة بحالة معينة . • الفحص : إذا فحصت رجلاً يشكو من كذا وكذا ، فإذا لاحظت أعراض كذا وكذا ، فاتبع ما يأتي ... (كأن يعيد عظاماً مخلوعة ، إلى مواضيعها) ، ثم يأتي التشخيص (فعليك أن تقول إن رجلاً يشكو من مرض معين ، وهو مرض سأعالجه) .
• العلاج : (توضع له ضمادة أو يُدلك كل يوم حتى يشفى) . أما أذا كانت الحالة خطرة ، كأنخلاع فقرة عنقية مع خلل في العمود الفقري ، يدرك الجراح عجزه ، إنه مرض لا يمكن أ يُعمل له شئ . لا شك في أن السحر يقلل من قدر الطب المصري القديم ويجعله يبدو كما لو كان وصفات تافهة ، ولكن قدامى ممارسي الطب كانوا يتمتعون بدقة الملاحظة وتوصلوا أحيانا إلى طرق العلاج الصحيحة ، ومع ذلك فقد طبقت شهرة علم الطب المصري الأفاق في العصور القديمة بالشرق الأدنى حيث أشتد الطلب على الأطباء المصريين ، وكذلك في بلاد الإغريق ، لأن هيبوقراطيس وجالينوس لم يخفيا أن جزءاً من معلوماتهما جاءت من المؤلفات المصرية التي درساها في معبد إمحوتب في منف . ولا شك أن الشهرة التي يتمتع بها الطب المصري راجعة إلى وجود مصحات ملحقة بالمعابد ، في الحقبة المتأخرة من التاريخ الفرعوني ، حيث يتدخل الإله بمساعدة كهنته الأطباء في العلاج بما يشبه المعجزات ، وإعلان حالات الشفاء التي تمت على أيدي حابو و إمحوتب و سيرابيس ، وحتى بغير هذه الدعاية البارعة ، فالطب المصري خليق بأن يُدرس بعناية . | |
|