مصرى فرعونى ملك الفراعنة
![مصرى فرعونى](https://2img.net/u/1816/18/34/52/avatars/1-68.jpg)
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : i-fr3on.yoo7.com
![الجيش Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: الجيش الإثنين فبراير 27, 2012 5:29 pm | |
| الجيش كانت قوات البطالمة في مقدمة الوسائل التي توصلوا بها إلى تنفيذ سياستهم الخارجية . عندما توفي الاسكندر الأكبر ، لم تقسم إمبراطوريته فحسب بل قسم أيضًأ جيشه ، وكان يتكون من ثلاث مجموعات : أولاها الفرق المقدونية ، وكانت تحت إمرة أنتيباتروس في بلاد الإغريق ، وثانيتها الجيش الذي اضطلع بعبء الحملة في الشرق ، وثالثتهما حاميات الولايات في طول الإمبراطورية وعرضها . وعندما قسم جيش الاسكندر بين قواده ، احتفظ أنتيباتروس بالقوات التي كانت تحت قيادته ، وأخذ برديقاس فيما يبدو جيش الحملة ، وآلت إلى كل من القواد الآخرين حامية الولاية التي فاز بها . أن الاسكندر بعد ما فتح مصر ، ترك فيها جيشًا وأسطولاً ، و الجيش كان يتكون من فرق مقدونية نظامية بعضها في منف تحت قيادة بانتاليون (Pantaleon) وبعضها في بلوزيون تحت قيادة بولمون (Polemo) ابن مجاقلس ، ومن فرق مرتزقة لها قائد يدعى لوقيداس (Lucidas) الأيتولي ، وأمين (Grammateus) يدعى يوجنوستوس (Engnostos) ومشرفان (episkopoi) يدعيان ايسخولوس (Aeschylos) وأفيبوس (Ephippos) . وقد كان الجيش بأجمعه تحت إمرة الأسطول فإنه كان يقوده بولمون (Polemo) ابن ثرامنيس (Theramenens) . وليس هناك ما يؤكد أن نظام هذه القوات وتكوينها قد بقيا دون تغيير منذ أن برح الاسكندر مصر إلى أن قدم إليها بطلميوس في عام 323 ق.م ، وعلى كل حال فإن القوات التي كانت تعتبر كافية لاستبقاء مصر في حظيرة الإمبراطورية المقدونية ، في الوقت الذي كانت فيه جيوش هذه الإمبراطورية تجتاح كل شيء أمامها ، لم تكن كافية لتحقيق أغراض بطلميوس ، ولذلك فإنه كأغلب القواد الآخرين اتخذ من القوات التي وجدها في ولايته نواة لبناء قوات أكبر من ذلك وأعظم . و عند وصول بطلميوس إلى مصر في عام 323 ق.م وجد خزائنها تفيض بالأموال مما أتاح له إنفاق 8000 تالنت في ابتياع خدمات جنود مرتزقة وتجهيز جيش ، ووداعته أكسبته عددًا كبيرًا من الأصدقاء الذين التفوا حوله وأمدوه بفيض من الضباط الأكفاء وقد كان جيشًا محترمًا ، إذ أن بطلميوس لم يلبث في العام التالي (عام 322 ق.م) أن فتح قورينايئة ، وفي عام 321 ق.م نجح في الدفاع عن خط النيل مما أدى إلى مقتل برديقاس بعد فشله في غزو مصر ، فانضم عدد من المقدونيين إلى الجيش البطلمي . وفي عام 315 أنفذ بطلميوس 13000 جندي من المرتزقة بقيادة أخيه منلاوس وضابط أثيني يدعى مورميدون (Mymidon) للعمل في قبرص وفي قاريا ، و كان لدى بطلميوس عندئذ في فلسطين قوة دفاعية كبيرة أرغمت على الانضمام إلى أنتيجونوس.
و في موقعة غزة في عام 312 ق.م كان جيش بطلميوس يتألف من مقدونيين ومرتزقة يبلغ عددهم 18000 من المشاة و 4000 من الفرسان وذلك فضلاً عن المصريين ، ولابد من أن هذا الجيش كان لا يمثل كل قوة بطلميوس الحربية إذ لا يعقل أنه في أثناء الصراع مع أنتيجونوس كان يترك مصر فضلاً عن قبرص وقورينايئة دون حاميات ، ولاسيما أنه في ذلك العام نفسه وقعت فتنة في كل من هاتين الولايتين استخدم بطلميوس القوة في إخمادها . وتقدر حامية هاتين الولايتين بعشرة آلاف مقاتل على الأقل ، وهو عدد متواضع يمكن أن يضاف إليه أيضًا 5000 بمثابة حامية واحتياطي في مصر . ولذلك فإنه لا يبعد أن قوة بطلميوس كانت تبلغ عندئذ حوالي 37000 مقاتل . ولما كانت المصادر القديمة تذكر أن الجيش البطلمي كان يتألف في موقعة غزة (عام 312 ق.م) من مقدونيين ومرتزقة ومصريين ، وكان ذكر هذه العناصر يتردد كثيرًا في الوثائق البردية التي تتصل بالجيش ، أذاً من ذلك كله يتبين أنه بعد ما تم تكوين الجيش البطلمي كان يتألف من ثلاث فئات رئيسية : وهي الفرق النظامية ، وكانت تدعى مقدونية ، والفرق المرتزقة ، والفرق المصرية . بيد أنه في رأي بعض الباحثين أن ما جاء عن المقدونيين في المصادر القديمة والوثائق البردية لا يدل على أن الجيش البطلمي كان بأكمله جيشًا مقدونيًا نظاميًا ولا على وجود فرق نظامية في هذا الجيش ، وأنه ربما كان المقصود بكلمة "مقدونيين" الحرس الملكي فقط ، وذلك لسببين : وأحدهما هو أنه لا يمكن القول بأن عدد المقدونيين في مصر لم يزد على عدد رجال الحرس ، وهو الذي لابد من أنه كان متواضعًا في بداية عهد بطلميوس الوالي ، والسبب الآخر هو أن وثيقة بردية ، من عهد بطلميوس الرابع ، تذكر أن "مقدونيين" في حيازة كل منهم إقطاع عسكري مساحته ثلاثون أرورة ، وهي نفس مساحة الإقطاعات العسكرية التي كانت تُمنح للمشاة العاديين ، في حين أن مساحة إقطاع مشاة الحرس كانت تبلغ مائة أرورة . ولا ريب في أن جيوش البطالمة كانت تضم فرقًا نظامية ، لأن جيوش بلاد الإغريق في العصور الكلاسيكية وجيش فيليب المقدوني وجيش الاسكندر كانت جيوشًا نظامية ، و الجيش الذي تركه الاسكندر في مصر واتخذ منه بطلميوس نواة لجيشه كان يضم فرقًا مقدونية نظامية ، فضلاً عن أن فرق "المقدونيين" كانت تختلف عن الجنود المرتزقة والجنود المصريين ، مما يدل على أنها كانت الفرق النظامية في الجيش البطلمي . وإذا كان من المؤكد أن "المقدونيين" الذين كانوا في جيوش البطالمة لم يكونوا مقصورين على قوات الحرس فحسب ، فإن القرائن توحي ، بأن كلمة "مقدونيين" كانت لا تستخدم في أضيق ما تنطوي عليه هذه الكلمة من المعاني ، بل كانت تطلق بوجه عام على المقدونيين وكذلك على كافة الذين كانت تتألف منهم الفرق النظامية في الجيوش البطلمية .
الفرق النظامية لم تقتصر على المقدونيين الذين تركهم الاسكندر في مصر ، و لا يوجد ما يستدل منه على أن الخدمة العسكرية كانت إجبارية على مواطني المدن الإغريقية ، فيبدو أنه إذا كان البطالمة قد استعانوا بالمرتزقة لزيادة عدد قواتهم وتزويدها بأنواع معينة من الأسلحة فإنهم اعتمدوا أساسًا في تكوين فرقهم النظامية على المتطوعين من المهاجرين ، وهم الذين جذبتهم إلى مصر من بلاد مختلفة تلك الامتيازات التي كان البطالمة يمنحونها للمتطوعين في جيوشهم ، فقد اختصوهم بمكانة ممتازة في البلاد وأعطوهم إقطاعات كانت بمثابة أجرهم في وقت السلم . | |
|