مصرى فرعونى ملك الفراعنة
![مصرى فرعونى](https://2img.net/u/1816/18/34/52/avatars/1-68.jpg)
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : i-fr3on.yoo7.com
![السياسة الدينية Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: السياسة الدينية الإثنين فبراير 27, 2012 5:40 pm | |
| السياسة الدينية كان البطالمة يعتبرون أنفسهم خلفاء الإسكندر الأكبر ، وكان من أهم ما عني به الإسكندر نشر الحضارة الإغريقية بين ربوع الشرق ، فكان طبيعيًا أن يكلأ البطالمة برعايتهم حضارة الإغريق ويعملوا على نشرها في مملكتهم ، لكن البطالمة لم يفرضوا تلك الحضارة على المصريين ، لأنهم وجهعوا نصب أعينهم احترام عادات المصريين وتقاليدهم . ولا ريب في أن مصر قد غدت منذ الفتح المقدوني مملكة هلينيستية ، إلا أنها كانت قبل كل شيء ، بلدًا يعتز بحضارته الفرعونية وبنظمه الموروثة ، وإذا كانت قد وفدت على ضفاف النيل فئة كبيرة من الأجانب ، فإنهم كانوا أقلية ضئيلة بالنسبة إلى أهل البلاد ، الذين استمروا يعيشون على نحو ما كانْ يعيش أجدادهم من قبل ، فإذا كان البطالمة قد شملوا الإغريق بعطفهم ، فقد كان لزامًا عليهم ألا يغفلوا المصريين كلية من حسابهم . لذلك رأوا ضرورة كسب ولاء المصريين والأجانب ، فقد كانت سياستهم ترمي إلى تكوين مملكة قوية غنية ، شعارها الحضارة الإغريقية ، ودعامتها أبناء مقدونيا وبلاد الإغريق ومصر . ولكي يفوز البطالمة بولاء العناصر المختلفة ؛ التي كان يتكون منها سكان مصر إذا ذاك ، لجأوا إلى وسائل شتى كان في مقدمتها استغلال المعتقدات الدينية السائدة بين رعاياهم . وقد قدم الأسكندر القرابين في معبد فتاح للآلهة المصرية والعجل المقدس أبيس ، وتوج نفسه على نهج الفراعنة القدماء ، لإرضاء الشعور القومي ، فقد عنى الأسكندر لكسب عواطف المصريين ، والظهور في ثوب جدير بخليفه حقيقي للفراعنة القوميين ، وبذلك يقطع شوطًا بعيدًا في ضمان أخلاص المصريين لحكمه ، وهو ما كان الإسكندر يرنو إليه من أجل تحقيق مشروعاته . ولا ريب في أن البطالمة كانوا يدركون مركز فرعون عند المصريون ، والفائدة التي يجنونها من وراء نصب أنفسهم فراعنة وحمل الألقاب التقليدية ، لكن الوثائق التي وجدت حتى الآن تدل على أن البطالمة لم يأخذوا كل صفات الفراعنة إلا بالتدريج ، وبعد مضي وقت غير قصير على تأسيس أسرتهم . وقد بقيت المعتقدات القديمة الخاصة بمولد فرعون من الآلهة سائدة في أيام البطالمة لكن بدلا من أنه كان يخصص لمولد فرعون قاعة في المعبد أو جانب من قاعة، كما كان يحدث في عهد الفراعنة الوطنيين ، كان في عهد البطالمة يخصص معبد صغير لهذا الغرض ، أطلق عليه اسم "الماميزي" ، أي بيت الولادة ، وقد كان هذا المعبد الصغير يقام إلى جانب كل معبد من المعابد التي يعبد فيها ثالوث مقدس ، ويمثل المعبد الصغير صورة المكان السماوي الذي أنجبت فيه الآلهة " ثالث أفراد الثالوث " أو بعبارة أخرى الإله الابن ، أي حورس الطفل ، ولا شك في أن مولد حورس الطفل كان رمزًا لمولد فرعون ، وفي هذا ما يثبت بقاء المعتقدات القديمة ، التي تقول بأن فرعون هو حورس وسليل الآلهة .
ونظراً لأن فرعون كان يعتبر ابن الإله المحلي في كل مكان وتقام الطقوس باسمه في كل معبد ، فقد كان نتيجة طبيعية لاعتبار الملوك البطالمة وزوجاتهم إلهين شريكين للآلهة المصرية في المعابد التي أقيمت من أجل تلك الآلهة ، و جدران المعابد كانت تزين بصورهم في ملابس الفراعنة وأوضاعهم باعتبارهم إلهه ، تحيط بهما نقوش هيروغليفية تسبغ على الملك ألقاب الفراعنة التقليدية وتسجل تقواه وما جاد به من الخيرات ، و الصور التي تمثل أي ملك من ملوك البطالمة على جدران المعابد المصرية صور تقليدية للملك بوصفه فرعونًا اصطنعت وفقًا لتقاليد الفن المقدس ، وليست فيها أية محاولة لإبراز صورة حقيقية للملك ، فلا يمكن من تلك الصور أستخلاص شكل الملك الحقيقي ولا الرداء الذي كان يضعه فعلاً في حياته اليومية. وقد ترتب على عبادة أفراد أسرة البطالمة باعتبارهم آلهة مصرية ما وُجد لهم من التماثيل وكذلك الصور سواء على النقود أم على الأحجار الكريمة في شكل الآلهة والآلهات المصرية ، وأكثر هذه التماثيل والصور تمثل أميرات البطالمة في شكل الإله إيزيس . أدرك الإسكندر والبطالمة أنه كان من الأسباب التي أحفظت قلوب المصريين ضد الفرس أنهم انتهكوا حرمة الديانة المصرية ، ولذلك وضع الإسكندر والبطالمة نصبًا أعينهم الاعتراف بالديانة المصرية دينًا رسميًا ، وكان ذلك ينطوي على إظهار احترامهم وإجلالهم لهذه الديانة ، والسماح للمصريين بحرية عبادة آلهتهم القديمة ، فالديانة كانت مسيطرة على عقول المصريين القدماء سيطرة تامة ، حتى تغلغلت معتقداتهم الدينية في حياتهم ونفوسهم . | |
|