الزواج

موضوع: الزواج الإثنين فبراير 27, 2012 6:35 pm

الزواج

الوصاية على المرأة أثناء الأتفاق على الزواج

ظهر فى مصر فى العصر البطلمى ، خليط من الجنسيات والشعوب وكان لكل شعب قوانينه وعاداته وتقاليده التى اعتادا عليها ، ولكن ظهر نوع من التأثير والتأثر بين تلك الشعوب التى سكنت مصر فى العصر البطلمى ، وبالنسبة لموضوع الزواج ، فكان هناك امتزاج بين نظام الزواج المصرى ونظام الزواج الاغريقى ، وخاصة فى موضوع الوصايا على الزوجة ، حيث كان القانون المصرى فى العصر الفرعونى يسمح للمرأة ان تزوج نفسها بدون وصى ، فكانت المرأة المصرية تتزوج بمحض أرادتها ، فقد كانت لها حرية التصرف فى نفسها وفيما تملك .
عكس القانون الاغريقى الذى كان يعتبر المرأة قاصر ويفرض وجود وصى شرعى عليها فى كافة تصرفاتها ، فأصبح هناك اختلاف فى العصر البطلمى بين وضع المرأة المصرية وبين وضع المرأة الاغريقية ، ففى بداية العصر البطلمى كانت المرأة المصرية تنعم بأحقيتها فى الزواج بدون وصى كما كان متبع فى العصر الفرعونى ، أما المرأة الاغريقية فى مصر فى العصر البطلمى كانت تتبع القانون الاغريقى الذى كان ينص على أن المرأة قاصر ولايجوز لها أن تزوج نفسها ولابد من وجود وصى ، ولكن ذلك النظام لم يدوم طوال العصر البطلمى فسرعان ما فقدت المرأة المصرية أحقيتها فى الزواج بدون اذن وصى والتعاقد مع طرف ثالث دون اذن زوجها .
وبذلك أصبحت المرأة المصرية والمرأة الأغريقية على حد السواء تخضع للقانون الأغريقى الذى يعتبر المرأة قاصر تخضع قبل الزواج لولاية أبيها وبعد الزواج لوصاية زوجها ، ومن بعده لوصاية أبنها أو أبيها أو جدها أو أخيها ، وفى حالة فقدان الفتاة أباها وكان لها أخ رشيد فأنه هو الذى يصبح وصيا عليها بعد وفاة الأب ، فكان أقرب أقارب المرأة هم أحق الناس بالولاية عليها ، واذا لم يكن للمرأة وصى ممن ينص عليهم القانون أو وصية أبيها ، تلجأ المرأة فى هذه الحالة الى السلطات المختصة لتعين لها وصيا .

تعدد الزوجات

كان المجتمع المصرى الفرعونى يبيح تعدد الزوجات ، ولكن كان تعدد الزوجات أمراً محظوراً على الكهنة فقط ، فلا يجوز للكهنة المصريين إلا الزواج بواحدة فقط ، أما باقى الرجال كان مباح لهم تعدد الزوجات .
ولكن سائد العرف أن يتزوج الرجل من واحدة فقط ، لذلك ذكر هيرودوت أن القانون المصرى كان لا يبيح تعدد الزوجات ، ولكن هناك العديد من وثائق الزواج الخاصة بتلك الفترة تدل على تعدد الزوجات ، مما يعرض ما ذكره هيرودوت الى الشك ، فقد كان منع تعدد الزوجات فى العصر الفرعونى عرفاً وليس قانوناً ، فلا يوجد قانون يمنع تعدد الزوجات إلا على الكهنة فقط ، أما باقى الرجال متاح لهم الزواج بأكثر من واحدة .
وأما بالنسبة للأغريق فى الفترة التى سبقت العصر البطلمى ، فكان القانون لم يمنع أيضاً تعدد الزوجات ، وأنما كان العرف السائد هو الزواج بواحدة فقط .
ففى مصر فى العصر البطلمى كان هناك شرطاً فى عقود الزواج بمنع الزوج من أحضار زوجة أخرى ، وكان يصبح عقد الزواج باطلاً إذا خالف ذلك الشرط ، فقد كان هذا الشرط كوسيلة تضمن الزوجة بها عدم أحضار زوجها زوجة أخرى ، وكان هذا عرفاً سائداً ، ومن يخالفه يتحمل الأضرار كما لوكان صادراً بحكم قضائى ولكنه ليس قانونا بل عرفاً سائداً يأخذ شكل القانون ولكنه ليس بقانون .

التزاوج بين الأغريق والمصريين

كان التزاوج بين مختلف الجنسيات أمر مسموح به فى العصر البطلمى ، وكان التزاوج بين الاغريق والمصريين أمراً نادراً فى الشطر الأول من العصر البطلمى ، لكن فى الشطر الثانى من العصر البطلمى كان هناك العديد من الزيجات المختلطة بين الاغريق والمصريين ، وكان النسل يتبع الأب وليس الأم ، فالأبناء كانوا يكتسبوا جنسية الأب ، فأذا كان الأب أغريقى الأصل يكتب الأبناء الجنسية اليونانية حتى لو كانت الأم مصرية الجنسية .
أما عن سبب ظهور تلك الزيجات المختلطة فى الشطر الثانى من العصر البطلمى أكثر من ظهورها فى الشطر الأول ، فذلك لأنه كان هناك فجوة كبرى بين الاغريق والمصريين فى الشطر الأول من العصر البطلمى لأن البطالمة الثلاثة الاوائل أعتمدوا كل الاعتماد على الأغريق سواء فى حكمهم أو جيوشهم أو أساطيلهم ، وأتخذوا منهم حكام للبلاد وكبار رجال الأدارة والشرطة والمشرفين على الشئون المالية والاقتصادية ، وبالتالى وفروا لهم سبل الحياة الاغريقية بقدر ما سمحت به سياستهم العامة ، فكانوا يعيشون أما فى المدن الاغريقية وأما فى الجاليات الأغريقية خارج هذه المدن ، فأصبحوا طبقة متميزة (طبقة عليا) لما يمتلكونه من مميزات خاصة توفرت لهم فقط دون باقى الشعب ، فكان لهم معاهدهم ومدارسهم ولهم حرية عبادة آلهتهم التى أحضروها معهم ، وقد تم توفير لهم قوانين تتماشى مع عادتهم وتقاليدهم وتم أنشاء محاكم تفض شكاويهم وفقاً للقوانين الأغريقية ، فتلك المميزات جعلتهم طبقة عليا فى المجتمع حيث كان المجتمع فى ذلك الوقت ينقسم الى طبقتين ، طبقة عليا وطبقة سفلى .
وكانت الطبقة العليا تتكون من الأغريق الذين تقلدوا أرفع مناصب الدولة وأستمتعوا بخيرات البلاد وكانوا يعتقدون أنهم أهل حضارة رفيعة دون كافة الحضارات الاخرى .
أما الطبقة السفلى فتتكون من المصريين ، وهم كانوا يعتبرون أقل من السادة الأجانب ويشعرون بأنهم سلبوا كرامتهم كما سلبوا خيرات بلادهم إلا أنهم أستمروا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم .
فكان من الصعب أن يحدث أختلاط أجتماعى بين هاتين الطبقتين ولكن الظروف أدت الى حدوث هذا الأختلاط ، حيث أن أغلب الأغريق والمقدونيين وفدوا إلى مصر للعمل بالجندية فكان الجنود أكثر فئة من فئات أغريق مصر ، ومن ثم أصبح عدد الرجال أكثر من عدد النساء ، وبالرغم من أن الوثائق البردية تشير إلى أن الكثيرين منهم أتخذوا زوجات أوروبيات فإن عدد السيدات الأوربيات كان بالطبع لا يكفيهم جميعا ومن هنا لجؤا الى الزواج من المصريات هذا إلى جانب أن هؤلاء الجنود لم يأتوا ليحاربوا حملة واحدة أو عدداً معيناً من الحملات ثم يعودوا الى أوطانهم بل كانوا يستقروا فى مصر ، فبذلك ظهرت الزيحات المختلطة .

ولكن فى بداية العصر البطلمى مع الفارق الكبير فى المميزات بين الطبقتين كان الزواج المختلط أمراً نادراً ، فلايوجد أى وثائق بردية لزيجات مشتركة من الشطر الأول من العصر البطلمى ، ولكن هذا لا ينفى وجود الزيجات المختلطة فى ذلك الوقت ، فربما تكن من باب الصدفة وحدها ، فظهور الأسماء المختلطة يدل على الزيجات المختلطة ، فقد كان الزيجات المختلطة أمراً نادراً فى الشطر الأول من العصر البطلمى إلا أنها كانت لها وجود ، وكان الزواج بين الأغريق والجنسيات الأخرى مسموح به فى الاسكندرية .

أنواع عقود الزواج المصرية فى العصر البطلمي

كان يوجد لدى المصريين فى عصر البطالمة نوعان من الزواج ، وهما :
• الزواج الكامل gamos engraopos
• زواج المتعة أو التجربة gamos agraphos
و قد كان هاتان النوعان أستمرار لما كان متبع لدى المصريين فى العهد السابق للبطالمة ، فقد كان الزواج الكامل هو زواج يثبت وجوده فى عقد رسمى ويتضمن الوعد أن يحيا الطرفين معا حياة زوجية ، وكذلك يتضمن شروط خاصة بالصداق ، وغير ذلك من العلاقات المادية بين الطرفين وأيضا حقوق الاولاد .
أما عن زواج المتعة أو التجربة ، يرى البعض أنه زواج غير مصحوب بعقد ، ويرى البعض الآخر أنه زواج مصحوب بعقد ولكنه لا يتضمن ألتزامات دائمة بين الطرفين .
ويرى البعض أن العقود التى تعرف اليوم باسم عقود الإعاشة ( Ahmentary contracts ) كانت عقود زواج المتعة ولكن هذا الرأى لقى معارضة قوية ، وذهب البعض إلى قول أنه لا يوجد سوى نوع واحد من الزواج غير أنه كان يمكن تحديد مدة الزواج بوقت معين .
ولعل أهم فارق بين عقود الزواج الكامل وعقود زواج التجربة (عقود الاعاشة) هو الصداق الذى تنص العقود الخاصة بالزواج الكامل على أن تقدم الزوجة لزوجها الصداق ، أما العقود الأخرى كانت لاتتضمن إلا ذكر الصداق أو هدية العرس من الزوج للزوجة .

ألتزامات الزوج و الزوجة

كان يقع على الزوج ألتزامات تجاه زوجته أثناء الزواج وأيضا التزامات فى حالة الطلاق ، وكل هذه الألتزامات تُذكر فى عقد الزواج ، وأيضا كان على الزوجة ألتزامات تجاه زواجها .

» الزواج