مصرى فرعونى ملك الفراعنة
![مصرى فرعونى](https://2img.net/u/1816/18/34/52/avatars/1-68.jpg)
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 24/12/2011 الموقع : i-fr3on.yoo7.com
![الطب والجراحة Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: الطب والجراحة الثلاثاء فبراير 28, 2012 8:22 pm | |
| الطب والجراحة لقد بلغت العلوم الإغريقية شأنا بعيدًا في العصر الهلينيسي بعد الخطوات الموفقة التي خطتها قبل ذلك العصر فإن الفيثاغورثيين وأفلاطون ومدرسته أرتقوا بالهندسة إلى مستو عال ، حتى أنه نقشت على مدخل معهد أفلاطون عبارة فحواها أن دخوله لا يباح لمن يجهل الهندسة . وقد وضع أبقراط في القرن الخامس قواعد علم الطب ، وكانت من أجل نظريات مدرسته أن المرض داء طبيعي تجب مكافحته بوسائل طبيعية هذا إلى أن أرسطو وضع قواعد البحث العلمي التي تتطلب جمع كمية وافية من المعلومات لدرسها واستخلاص النتائج منها ، وقطع شوطًا بعيدًا في فصل العلم عن الفلسفة بالتفرقة بين مختلف فروع المعرفة وبقصر النظريات على المواد التي تسمح بذلك أكثر من غيرها . وعندما زادت فتوح الإسكندر الأكبر مساحة العالم المعروف أضعافًا مضاعفة ، ووفرت للعلماء المادة لزيادة المعرفة في النبات والحيوان والجغرافيا والأجناس ووصف البحار ، أصبحت الطريقة ممهدة لقيام حركة علمية نشيطة ، تمخضت عن تقدم العلوم في العصر الهلينيسي تقدمًا لم يشهد العالم له مثيلاً إلا في العصور الحديثة . وقد تأثرت الحركة العلمية في هذا العصر بعاملين جليلي الأثر ، وهما عبقرية أرسطو ورعاية الملوك ، وبذلك توفرت في الإسكندرية وغيرها من مراكز العلم أسباب البحث العلمي على النمط الذي وضع أرسطو قواعده . فلا عجب إذن أنه حين جد علماء الرياضة والفلك في إحراز انتصارات باهرة في آفاقهم العلمية دأب علماء الطب على أبحاثهم في البيئة التي وفرها لهم البطالمة وغيرهم من رعاة العلم ، حقًا لم تنتج هذه الحركة العلمية كشوفًا مدهشة ، إلا أنها أدت إلى تقدم العلوم تقدمًا محسوسًا ولاسيما في التفاصيل بفضل المثابرة والدقة في الملاحظة . وقد تقدم علم التشريح بوجه خاص تقدمًا كبيرًا ، وقد كان طبيعيًأ أن يؤدي تقدم التشريح إلى تقدم الجراحة ، ومن أسباب مجد طب الإسكندرية اختراع آلات جراحة جديدة واستخدام هذه الآلات بمهارة فائقة . وقد بذلت الفلسفة جهدًا كبيرًا في القرن الخامس لتفرض بعض أساليبها على علم الطب لكن الأطباء قاوموا ذلك لتدخله في أداء الطبيب مهامه على الوجه الصحيح . غير أنه عندما ركز الفلاسفة اهتمامهم على الناحية الخلقية في الطب كما حدث في القرن الثالث لم يحاول الأطباء مقاومة ذلك الاتجاه ، فأهتمام الفلاسفة بالناحية الخلقية في عمل الطبيب قد شارك كثيرًا في تكوين آداب طبية سليمة تهدف إلى رفع المستوى الخلقي للطبيب لا الدفاع عن مصالح مهنته .
وقد تقدم الطب البيطري في عهد البطالمة ويعزى ذلك إلى مؤسسات البطالمة أكثر منه إلى مصر القديمة ، فقد كان يتعين على فرسان الجيش المنتشرين في المستعمرات الزراعية أن يعنوا بخيولهم تحت إشراف السلطة العسكرية . قد كان الأطباء لا يعتمدون على تعليمهم النظري والعملي فحسب ، بل كذلك على منتجات حرف أخرى ، فإنه منذ عصر بعيد كانت الأدوات الجراحية وغيرها من الأدوات الطبية شائعة الاستعمال ، لكنه أدخلت عليها تعديلات كثيرة في العصر الهلينيسي ، ولم يكن لهم غنى عن استخدام الأدوية المختلفة ، التي كان يعدها ويبيعها الأطباء أنفسهم ومساعدوهم ، لكنهم كانوا يلقون في ذلك منافسة الصيادلة المحترفين ، وكانت لهم سمعة سيئة جدًا ، بسبب إدعائهم الطب وتغريرهم بالجماهير التي كانوا يبيعون لها مختلف أنواع الأدوية ، زاعمين أن لها قدرة سحرية عيجيبة على أشفائهم . وقد كان ملوك العصر الهلينيسي يستخدمون أمهر من يستطيعون الوصول إليه من الأطباء للعناية بصحتهم وصحة أسرهم وأفراد حاشيتهم وكان هؤلاء الملوك يتنافسون في الفوز بخدمات أعظم أطباء عصرهم وفي إقامة مدارس الطب في عواصمهم . وقد كانت مدرسة الطب في الإسكندرية من أشهر هذه المدارس ، ويبدو أنها كانت أحد أقسام معهد الإسكندرية ، و كان على رأسها في خلال القرن الثاني قبل الميلاد طبيب يدعى خريسرموس . قد عنى كل ملوك العصر الهلينيسي بتنظيم الخدمات الطبية لعواصمهم والجيش والسكان المدنيين عامة ، ويبدو أن البطالمة قد استعانوا بالتقاليد المحلية وتقاليد المدن الإغريقية في إنشاء خدمة طبية حكومية كانت الأولى من نوعها في تاريخ البشرية ، ولاشك في أنه قد ساعدهم على ذلك أنه كان يوجد في مصر قبل عصر البطالمة نوع من الخدمة الطبية الحكومية ، وأن مهنة الطب كانت منتشرة في مصر قبل عصرهم ووصلت إلى مستو عال من التخصص ، وتذكر المصادر القديمة بأنه في عصر البطالمة كان الأطباء المحليون يعالجون دون أجر الجنود النازلين في الأقاليم ، لأن الدولة كانت تعطيهم مرتباتهم ، ولعل الانتفاع بهذه الخدمات الطبية المجانية لم يكن مقصورًا على الجنود وحدهم ، إذ أن ضريبة الخدمة الطبية كانت تجبي من كل سكان الأقاليم بما في ذلك الجنود . وتلقى النصوص القديمة بعض الضوء على ناحية أخرى من الخدمة الطبية في مصر البطلمية ، فقد كانت توجد بمصر مصلحة حكومية للشئون الصحية ، كانت منظمة تنظيمًا دقيقًا ، وأنه كان على رأسها طبيب كبير يقيم في الإسكندرية ، ويساعده عدد كبير من الأطباء الحكوميين في طوال البلاد وعرضها ، كان بعضهم من الإغريق والبعض الآخر من المصريين ، وقد كانت هذه المصلحة تعني بوقاية السكان وعلاجهم من الأمراض ، ولا يبعد أنه كانت للإسكندرية خدمة طبية خاصة بها ، وإلى جانب الأطباء الحكوميين ، يبدو أنه كان يوجد في مصر أطباء خصوصيون مثل ما كانت الحال في البلاد الأخرى . | |
|